م تكن إلا غفوة قصيرة
إلتفت إلى الخلف
وبعدها إنظر للأمام
إن كنت في طريق تسير فيه من أجل غاية تصل لها فلي أن أسألك هنا:
كم هي المسافة التي قطعت؟
وكم من الزمن إستغرقت؟
كم صورة من صور الطريق بقيت في ذاكرتك وتحمل أكثر تضاريس رسمها؟
أحداث تليها أفكار ومن ثم سلوكيات
كلها مرت بك في هذا الطريق
وأنت هنا فاعل مستمر ما بقيت سائراً
وبعدها ستصل لنقطة تسمى حيناً نهاية
وهي أن صدقنا بداية لا تملك أن تفعل بها شيئاً
وهذه حالنا مع الدنيا
طريق نسيره وسفر عابر نمر به
أيام من العمر تنقضي بكل ما فيها
قال عليه الصلاة والسلام عن حالنا في الدنيا:
{مالي وللدنيا, إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال-أي نام-
في ظل شجرة, في يوم صائف, ثم راح وتركها}
رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح
هكذا هو عمرنا فيها لم يكن إلا غفوة قصيرة تحت ظل شجرة في يوم من أيام الصيف
وهي إن تدبرت في أيامها التي انقضت منك
تجدها أسرع من ذلك
فهل نحسن إستغلال العمر في طاعة الله سبحانه وتعالى؟؟
دعونا
نحاسب النفس ونرسم خطوط الغد
علنا نستدرك بعض ما فاتنا من الخير
فنتوب عن كبائر أُسِرت
ونستغفر من ذنوب فُعلت
ونبكي على أيام عُمر قضت
فنذكر الله ونسبَحه ونتلوا كتابه
نحافظ على الصلوات المكتوبة
ونعود للسنين المهجورة
نصل الرحم نغيث الملهوف نطعم الجائع المسكين وننصر المظلوم
نستعيذ الله من الشرور
وننَقي القلب من من الغل والحقد والحسد
نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر
ونؤمن بالله العظيم
كل هذه الأمور يسيرة وسهلة لمن صدق الله وأخلص النية وعزم أمره مبتغي في ذلك كله رضا الله الغفور الرحيم
فقد قيل:
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة ولا سيما إن خاف صولة قاهر
دمتم في رعاية الله